علموهم فن النجاة
فهد عامر الاحمدي
لعلك لاحظت ذلك في نشرات الأخبار..؛ فحين تضرب الأعاصير أو الفيضانات سيرلانكا أو بنغلادش يكون الضحايا بالألاف . وحين تقع نفس الكارثة في ألمانيا أو كندا لا يموت أحد!!
والسر هنا هو أن الدول المتقدمة تعلّم شعوبها فن النجاة وكيفية التعامل مع الكوارث المفاجئة. وهي تعد بين الحين والآخر عمليات طوارئ وإخلاء وهمية في المدارس والمصانع والمجمعات السكنية ليس هذا فحسب بل يملكون غالبا "مركز كوارث" يتوقع قدوم الأعاصير والفيضانات فتتم عمليات الإخلاء مبكرا.. وفي المقابل اثبت استطلاع للرأي أن 67% من السعوديين لا يحفظون حتى رقم الاطفاء أو الهلال الأحمر- ناهيك عن وجود طفاية حريق أو تدريب الأطفال على التصرف وحدهم -.
الفرق بيننا وبين المجتمعات المتقدمة هو في معرفتهم المسبقة وامتلاكهم خطة واضحة لما يجب فعله.. ذات يوم اندلعت النار في شقة احدى قريباتي فأخذت اطفالها وهربت الى السطح. ورغم أهمية تهريب الأطفال إلا أنها وقعت في خطأين جسيمين.
الأول: انه كان يجب أن تهرب الى الشارع(بدون استعمال المصعد) كي لا تحاصرها النيران في الأعلى.
والثاني ان تتصل (من الأسفل) بكل الشقق الأخرى لإبلاغهم بماحصل.
وقد لا يتسع المقال لسرد خطط الطوارئ والإسعافات الأولية ولكنها مهمتك أنت كأب- ومن واجبك الاتفاق مع العائلة على خطة مسبقة -، غير انني أود فقط ان اشير الى كتاب يتضمن افكاراً إضافية يدعى "دفتر النجاة" للدكتور انطونى غرينباك. فهو يضم عشرات الاقتراحات الغريبة استنتجها من الحوادث التي يراها كل يوم. وهي اقتراحات أهم في نظري من دروس الرياضيات والبلاغة( التي يمكن العيش بدونهما) وأتمنى فعلاً لو تدرس كمنهج.
وأهم قاعدة يركز عليها الكتاب هي هدوء الاعصاب في الحالات الطارئة لأن الفزع والارتباك يمنعاننا من التفكير السليم ويفوتان علينا فرصاً سهلة للنجاة.. فعلى سبيل المثال:
- حين تعبر الطريق وتتقدم نحوك سيارة مسرعة فمن الافضل ان تقفز فوق غطاء المحرك(بل الهرب) لتفادي سقوطك تحت العجلات او كسر ركبتيك بارتطامهما بالصدام الامامي
- وان كنت على وشك الموت عطشاً( كما سمعنا كثيراً هذا العام) فعليك ان تستلقي بلا حراك وتتدثر بأكبر قدر من الملابس كي تخفف من نسبة التبخر.. واذا زاد بك العطش فابدأ بمص جسم لا يذوب مثل حصاة او نواة او طرف الاصبع. ومن غير المسموح ابدا شرب ماء البحر أو البول او ماء البطارية بل يجب مضغ النباتات والأجزاء الندية او أكل بعض الحشرات
- وبمناسبة "أكل الحشرات" اذا كنت مجبرا على تناول أطعمة غير مستساغة او فاسدة فأغلق عينيك وسد انفك ثم تناولها . بهذه الطريقة لن تشعر بشيء وستبدو البطاطس الفاسدة بطعم التفاحة الشهية
- واذا انحشر أحد الاطفال بين قضبان الدرابزين فاقلب جسده رأسا على عقب واسحب رأسه بلطف باتجاهك .. فهذا المأزق يحدث غالباً لأن اذني الطفل انضغطتا حين ادخل رأسه بين الحديدتين، ثم انفردتا عندما حاول إخراجهما، أما قلبه بتلك الطريقه فيجعل الاذنين(تنضغطان) باتجاه الخروج
- واذا هاجمك حيوان شرس(كذئب أو كلب) فقدم له ذراعك اليسرى (فهذا افضل من ان يغرس أنيابه في مكان آخر) ثم حاول لكمه على انفه بيدك اليمنى.. ان لم تنفع هذه الطريقة وطرحك ارضا فضم رجليك على خاصرته بقوة لأنها نقطة ضعفه الأخرى
- وأخيراً- وهذا مهم - اذا شرب احد الاطفال مادة كاوية أو حارقة (كالاحماض والكلوركس والكاز) فلا تجبره أبداص على التقيؤ لأن ذلك يجعل المادة الحارقة تمر باتجاه صاعد عبر المريء والحلق فتحرقه مرة أخرى (فقد سبق أن احرقته اثناء نزولها) الحل الأسلم هنا هو أن تسقيه الماء أو الحليب أو اي مادة قلوية من شأنها تخفيف سمية المادة- ولكن ، في المقابل لاحظ أن التقيؤ فعال مع السموم غير الحارقة والنباتات السامة ..
وأخيراً: لا تنسَ كتاب الطوارئ إذا خرجت اليوم
فهد عامر الاحمدي
لعلك لاحظت ذلك في نشرات الأخبار..؛ فحين تضرب الأعاصير أو الفيضانات سيرلانكا أو بنغلادش يكون الضحايا بالألاف . وحين تقع نفس الكارثة في ألمانيا أو كندا لا يموت أحد!!
والسر هنا هو أن الدول المتقدمة تعلّم شعوبها فن النجاة وكيفية التعامل مع الكوارث المفاجئة. وهي تعد بين الحين والآخر عمليات طوارئ وإخلاء وهمية في المدارس والمصانع والمجمعات السكنية ليس هذا فحسب بل يملكون غالبا "مركز كوارث" يتوقع قدوم الأعاصير والفيضانات فتتم عمليات الإخلاء مبكرا.. وفي المقابل اثبت استطلاع للرأي أن 67% من السعوديين لا يحفظون حتى رقم الاطفاء أو الهلال الأحمر- ناهيك عن وجود طفاية حريق أو تدريب الأطفال على التصرف وحدهم -.
الفرق بيننا وبين المجتمعات المتقدمة هو في معرفتهم المسبقة وامتلاكهم خطة واضحة لما يجب فعله.. ذات يوم اندلعت النار في شقة احدى قريباتي فأخذت اطفالها وهربت الى السطح. ورغم أهمية تهريب الأطفال إلا أنها وقعت في خطأين جسيمين.
الأول: انه كان يجب أن تهرب الى الشارع(بدون استعمال المصعد) كي لا تحاصرها النيران في الأعلى.
والثاني ان تتصل (من الأسفل) بكل الشقق الأخرى لإبلاغهم بماحصل.
وقد لا يتسع المقال لسرد خطط الطوارئ والإسعافات الأولية ولكنها مهمتك أنت كأب- ومن واجبك الاتفاق مع العائلة على خطة مسبقة -، غير انني أود فقط ان اشير الى كتاب يتضمن افكاراً إضافية يدعى "دفتر النجاة" للدكتور انطونى غرينباك. فهو يضم عشرات الاقتراحات الغريبة استنتجها من الحوادث التي يراها كل يوم. وهي اقتراحات أهم في نظري من دروس الرياضيات والبلاغة( التي يمكن العيش بدونهما) وأتمنى فعلاً لو تدرس كمنهج.
وأهم قاعدة يركز عليها الكتاب هي هدوء الاعصاب في الحالات الطارئة لأن الفزع والارتباك يمنعاننا من التفكير السليم ويفوتان علينا فرصاً سهلة للنجاة.. فعلى سبيل المثال:
- حين تعبر الطريق وتتقدم نحوك سيارة مسرعة فمن الافضل ان تقفز فوق غطاء المحرك(بل الهرب) لتفادي سقوطك تحت العجلات او كسر ركبتيك بارتطامهما بالصدام الامامي
- وان كنت على وشك الموت عطشاً( كما سمعنا كثيراً هذا العام) فعليك ان تستلقي بلا حراك وتتدثر بأكبر قدر من الملابس كي تخفف من نسبة التبخر.. واذا زاد بك العطش فابدأ بمص جسم لا يذوب مثل حصاة او نواة او طرف الاصبع. ومن غير المسموح ابدا شرب ماء البحر أو البول او ماء البطارية بل يجب مضغ النباتات والأجزاء الندية او أكل بعض الحشرات
- وبمناسبة "أكل الحشرات" اذا كنت مجبرا على تناول أطعمة غير مستساغة او فاسدة فأغلق عينيك وسد انفك ثم تناولها . بهذه الطريقة لن تشعر بشيء وستبدو البطاطس الفاسدة بطعم التفاحة الشهية
- واذا انحشر أحد الاطفال بين قضبان الدرابزين فاقلب جسده رأسا على عقب واسحب رأسه بلطف باتجاهك .. فهذا المأزق يحدث غالباً لأن اذني الطفل انضغطتا حين ادخل رأسه بين الحديدتين، ثم انفردتا عندما حاول إخراجهما، أما قلبه بتلك الطريقه فيجعل الاذنين(تنضغطان) باتجاه الخروج
- واذا هاجمك حيوان شرس(كذئب أو كلب) فقدم له ذراعك اليسرى (فهذا افضل من ان يغرس أنيابه في مكان آخر) ثم حاول لكمه على انفه بيدك اليمنى.. ان لم تنفع هذه الطريقة وطرحك ارضا فضم رجليك على خاصرته بقوة لأنها نقطة ضعفه الأخرى
- وأخيراً- وهذا مهم - اذا شرب احد الاطفال مادة كاوية أو حارقة (كالاحماض والكلوركس والكاز) فلا تجبره أبداص على التقيؤ لأن ذلك يجعل المادة الحارقة تمر باتجاه صاعد عبر المريء والحلق فتحرقه مرة أخرى (فقد سبق أن احرقته اثناء نزولها) الحل الأسلم هنا هو أن تسقيه الماء أو الحليب أو اي مادة قلوية من شأنها تخفيف سمية المادة- ولكن ، في المقابل لاحظ أن التقيؤ فعال مع السموم غير الحارقة والنباتات السامة ..
وأخيراً: لا تنسَ كتاب الطوارئ إذا خرجت اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق