مواضيعي

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات

السبت، 17 يوليو 2010

وكادوا يقتتلون.. من يتبع من؟

الأستاذة سمر المقرن

فهؤلاء لم يثوروا على عادل الكلباني عندما نال من رموز الشيعة وعامتهم في إثارة للفتنة الطائفية، بل هللوا له وكبروا وكأنه تلا بفتح القدس، ولم نسمع منهم من يقول له أنت قارئ للقرآن فقط، لأنه وافق هواهم، ولكنهم لمّا صار الأمر متعلقاً بتحليل ما اتفقوا على تحريمه ثارت ثائرتهم!



اختلف الشيخان الكبيران الجليلان ابن عثيمين وابن باز في حكم زكاة الحلي المعد لاستعمال المرأة، فقال أحدهما بوجوب الزكاة وقال الآخر بخلاف ذلك، وتصالح الناس فيما بينهم من أراد أن يتبع هذا فله ذلك، ومن أراد أن يتبع ذاك فله ذلك أيضاً، ولا يثرّب الناس على الناس، ولا العلماء على العلماء في هذا الخلاف، رغم أن نقطة الخلاف تتمحور حول جزئية في ركن من أركان الإسلام وهو الزكاة، وهذا أمر جيد في تفهّم الخلاف بين المسلمين.

ولكن الآن، تثور ثائرة «المتشددين» حول تحريم الغناء وتحليله، وحالاته، واختلاف الفقهاء حول ذلك، بل إن ما حدث هو اتهامات بالجملة متبادلة بين رجل وحيد أعزل إلا من موقعه الإلكتروني الرسمي وهو «عادل الكلباني» الذي قال بجواز الغناء، وبين جمهور المتشددين من طلبة علم ومحترفي الإنترنت، ومن كتّاب الإنترنت أيضاً.
الفريق الأول: (طلبة العلم) ردوا عليه بأكثر الأوصاف شناعة ونالوا منه كما لم ينل منه أحد، بل قال أحدهم له أنت قارئ للقرآن فقط! ولأن العدل جانب هذا الفريق،

فهؤلاء لم يثوروا على عادل الكلباني عندما نال من رموز الشيعة وعامتهم في إثارة للفتنة الطائفية، بل هللوا له وكبروا وكأنه تلا بفتح القدس، ولم نسمع منهم من يقول له أنت قارئ للقرآن فقط، لأنه وافق هواهم، ولكنهم لمّا صار الأمر متعلقاً بتحليل ما اتفقوا على تحريمه ثارت ثائرتهم!
والثاني فريق من «الهكر» المتشدد الذي نال من موقع عادل الكلباني، وصار يمارس الجهاد الإلكتروني ضد مخالفيه، في تجاهل واضح أن القضية خلافية من أول الإسلام وحتى الآن، غير عابئين بالبعد الأخلاقي والقانوني لانتهاك المواقع الإلكترونية، والتي تحرمها الفطرة السوية والدين الإسلامي والقانون في المملكة العربية السعودية.

أما الثالث فهو فريق من قرّاء الإنترنت وكتابه، نالوا من عادل الكلباني لأنه أفصح عن رأيه، وكأن من قال رأياً مخالفاً لهم لحمه حلال في السخرية، مع أنهم أول من يطنن بعبارة «لحوم العلماء مسمومة» فامتلأت مواقع الإنترنت بالسخرية من الرجل والنيل منه، ولم يستح بعضهم في طرح سخافته في موقع عادل الكلباني قبل التهكير عليه، والرجل ترك لهم المساحة مفتوحة دون حذف أي كلمة!
وبعد: ما زلنا نتحدث عن احترام الاختلاف بين العلماء نظرياً، لكننا نفشل فيه عملياً، وعقولنا مغلقة على آرائنا والتيار المتشدد لا يزال يعاقب من يخالفه بكل أنواع العقاب، المشروع منه وغير المشروع، القانوني وغير القانوني، الجائز منه والمحرم في شريعة الإسلام وكأن المخالف يجوز فعل كل شيء فيه وأي شيء حتى من أجل «سامري» أو «هجيني» قال عنه إنه حلال.
«شخصياً» أنا الآن لا أترقب فتوى جديدة مثيرة، فالفتوى طبيعي أن تكون مثيرة، لكنني أترقب ردود الأفعال الجديدة والمثيرة وأقول (الله يستر)، وكأننا بلد لا قانون فيه ولا أخلاق ولا مُثل ولا قيم، فضلاً عن شريعة إسلامية تحكمنا، لأن هؤلاء يرون أنفسهم فوق هذا كله ما داموا يملكون الإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق